“نفذت شركة الطيران الجديدة في المملكة، “طيران الرياض”، أول رحلة جوية لها يوم الاثنين الماضي، وذلك قبل عدة أيام من مشاركتها الدولية الأولى في معرض باريس الجوي، الذي سيبدأ الاثنين القادم.
وأجرت الطائرة تحليقاً على ارتفاع منخفض في سماء الرياض، محلقةً فوق أبرز المعالم مثل مركز الملك عبد الله المالي والبوليفارد.
وأكد يزيد الحميد، نائب المحافظ ورئيس الإدارة العامة للاستثمارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة، أن طيران الرياض يضع نصب أعينه الوصول إلى أكثر من 100 وجهة على مستوى العالم، مع الإعلان عن بدء رحلاتها الرسمية اعتبارا من عام 2025.
وفي مارس الماضي، أعلن طيران الرياض أول طلباته لأسطول الطائرات عبر شراء 72 طائرة بوينغ دريملاينر من طراز 787-9، وذلك في أولى خطواته نحو تحقيق أهدافه، وشملت الصفقة 39 طائرة مؤكدة، مع احتمالية شراء 33 طائرة إضافية ذات البدن العريض.
وتعد هذه الاتفاقية جزءاً من الاستراتيجية الوطنية للطيران الهادفة لتحويل المملكة إلى مركز طيران عالمي، حيث أعلنت النواقل الجوية الوطنية في المملكة عن عزمها شراء ما يصل إلى 121 طائرة بوينغ دريملاينر من طراز 787 والتي تعتبر ضمن أكبر خمس طلبات تجارية لأسطول الطائرات من حيث القيمة في تاريخ شركة بوينغ، والتي ستدعم أهداف المملكة لنقل أكثر من 330 مليون مسافر، وجذب 100 مليون زائر بحلول عام 2030.
ومن ناحية التأثير الاقتصادي، يسهم طيران الرياض في نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للمملكة بقيمة تصل إلى 75 مليار ريال، واستحداث أكثر من 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ومن المتوقع أن توفر الصفقة ما يقارب 100 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة في أميركا، وتحقق استفادة لأكثر من 300 مورد في 38 ولاية، بما في ذلك 145 شركة صغيرة.
ويؤكد طلب أسطول الطائرات أيضًا أهمية الأهداف البيئية لطيران الرياض، حيث يهدف إلى تشغيل أسطول طائرات يعتبر الأحدث والأكثر استدامة في العالم، مع تلبية اللوائح الخاصة بتأثير الضوضاء.
وستدير شركة “طيران الرياض” عملياتها التشغيلية من الرياض، وستتخذها مقراً لها، وستعزز الشركة الجديدة في تحويل العاصمة لواحدة من أكبر اقتصادات المدن في العالم، حيث تضم مدينة الرياض أكثر المشاريع الجديدة الطموحة في العالم كمشروع مطار الملك سلمان الدولي، والقدية، والمسار الرياضي، وحديقة الملك سلمان، وبوابة الدرعية، ومشروع المربع الجديد.
وفي مارس الماضي ، أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، عن تأسيس صندوق الاستثمارات العامة لشركة “طيران الرياض”، للمساهمة في تطوير قطاع النقل الجوي وتعزيزاً لموقع المملكة الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاث من أهم قارات العالم؛ آسيا وأفريقيا وأوروبا، والعمل على رفع القدرة التنافسية للشركات الوطنية وفق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وتسعى الشركة التي تتخذ من العاصمة الرياض مركزاً رئيسياً لإدارة عملياتها التشغيلية، ومنطلقاً لرحلاتها، عبر امتلاك أسطول طائرات متطورة، تستهدف من خلاله تطبيق أفضل ممارسات الاستدامة والسلامة عالمياً المعتمدة في مجال الطيران، إلى جانب توفير أحدث التقنيات الرقمية للريادة في هذا المجال.