في اكتشاف رائد، حدد فريق من علماء الفلك بجامعة كامبريدج أقدم ثقب أسود مرصود حتى الآن، يرجع تكوينه إلى بدايات الكون. يظهر أن هذا الثقب الأسود يستهلك مجرته المضيفة، المعروفة باسم GN-z11، مما يؤدي إلى تدميرها تدريجيًا.
وتقع مجرة GN-z11 على مسافة هائلة تبلغ حوالي 32 مليار سنة ضوئية من الأرض. وقد كانت، لفترة، المجرة الأبعد المعروفة للعلماء بعد اكتشافها في عام 2016. نظرًا للتمدد المستمر للكون، تزداد المسافة بيننا وبين هذه المجرة باستمرار.
واستخدم الفريق، بقيادة جامعة كامبريدج ومشاركة دولية، تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي يديره التعاون بين ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية، لاكتشاف الثقب الأسود. يعتقد أن عمر الثقب الأسود يعود إلى 400 مليون سنة بعد الانفجار العظيم، أي قبل أكثر من 13 مليار سنة.
ويطرح هذا الاكتشاف تساؤلات مهمة حول نظرياتنا الحالية بشأن تكوين وتطور الثقوب السوداء. نظرًا لأن الضوء يسافر بسرعة ثابتة، نرى GN-z11 كما كانت قبل 13.4 مليار سنة. هذا يعني أن نماذجنا الحالية قد تحتاج إلى إعادة النظر والتعديل. يعتقد العلماء أن هذه الثقوب السوداء الضخمة قد تشكلت من خلال انهيار سحب غازية عملاقة، مما منحها كتلة كبيرة منذ البداية وسرع في نموها.
ويعلق البروفيسور روبرتو مايولينو، المشارك الرئيسي في الدراسة، على الاكتشاف بقوله إن ظهور ثقب أسود بهذا الحجم في وقت مبكر جدًا من تاريخ الكون يدعو إلى التفكير في طرق بديلة لتشكيله. يؤكد العلماء على أهمية البحث المستمر واستخدام بيانات تلسكوب جيمس ويب في المستقبل لاكتشاف المزيد حول أصول الثقوب السوداء وفهم الظواهر الفلكية بشكل أعمق.