من حول العالم

التنقل بين الفيديوهات: كيف يزيد من شعورنا بالملل بدلاً من تخفيفه؟

كشفت دراسة حديثة أن الانتقال بين محتويات متعددة أو التبديل بين أجزاء مختلفة من نفس الفيديو يمكن أن يكون أكثر إزعاجًا ويؤدي إلى شعور أكبر بالملل مقارنة بمشاهدة فيديو واحد بتركيز كامل.

قاد هذه الدراسة الدكتورة كاتي تام من جامعة تورونتو سكاربورو في كندا. تام توضح: “يشعر الناس بالملل عندما يكون هناك اختلاف بين مدى تفاعلهم مع المحتوى وبين ما يطمحون إليه”. فالتنقل بين الفيديوهات أو القفز بين أجزائها قد يقلل من مستوى التفاعل، مما يزيد من الشعور بالملل.

تتفق هذه النتائج مع دراسات سابقة تشير إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الهواتف الذكية كوسيلة للهروب من الملل قد يؤدي بالفعل إلى تفاقمه.

تم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة “علم النفس التجريبي: العامة”، وقد شملت الدراسة سبع تجارب شارك فيها أكثر من 1200 شخص.

في التجربة الأولى التي شارك فيها 140 شخصًا، أظهرت النتائج أن الأشخاص يميلون إلى تبديل الفيديوهات بشكل أكبر عندما يجدون المحتوى مملاً. أما في التجربة الثانية التي شملت 231 مشاركًا عبر استبيان على الإنترنت، فقد اعتقد المشاركون أن إمكانية تخطي الفيديو أو التبديل إلى فيديو آخر قد يجعل المشاهدة أقل مللاً.

ومع ذلك، جاءت النتائج في التجارب اللاحقة لتبين شيئًا مختلفًا. في مجموعة من 166 طالبًا جامعيًا، أظهرت البيانات أن المشاركين الذين سمح لهم بالتخطي داخل الفيديو شعروا بملل أكبر مقارنة بمن لم يُسمح لهم بذلك. كما أظهرت تجربة أخرى شملت 159 طالبًا جامعيًا أن المشاهدين يشعرون بملل أكبر عند مشاهدة سلسلة من الفيديوهات القصيرة مقارنة بمشاهدة فيديو واحد طويل.

عندما تم تكرار التجربة مع 174 طالبًا جامعيًا سمح لهم باختيار فيديوهاتهم من يوتيوب، جاءت النتائج مشابهة ولكن بحجم تأثير أقل. أما عند تجربة 175 مشاركًا من مختلف الفئات العمرية، فلم يجد الباحثون فرقًا في مستوى الملل بين مشاهدة فيديوهات قصيرة متعددة أو فيديو طويل. كما أن ترتيب المهام التي قام بها المشاركون كان له تأثير على شعورهم بالملل.

تشير تام إلى أن هذه الاختلافات قد تكون مرتبطة بالعوامل الديموغرافية، موضحة أن المشاركين في التجارب الأخيرة كانوا أكبر سنًا من أولئك الذين شاركوا في التجارب الأولى. وتضيف: “قد تكون لعادات المشاهدة والانتقال بين الفيديوهات تأثيرات متفاوتة بناءً على العمر وعادات استهلاك الوسائط الرقمية، ولكن نحتاج إلى مزيد من الأبحاث لفهم هذه الفروقات”.

في الختام، توصي تام بالتحلي بالصبر عند مشاهدة الفيديوهات، وتجنب استخدام أزرار التقديم السريع أو التخطي بشكل متكرر، مؤكدة أن الاستمتاع الحقيقي يأتي من الانغماس الكامل في المحتوى بدلًا من التنقل السريع بينه.

فريق التحرير

اترك تعليقاً