في خطوة مفاجئة أشعلت سوق تطبيقات الفيديو القصير، أطلقت شركة OpenAI قبل أيام تطبيقًا جديدًا لإنشاء مقاطع فيديو مدعومًا بنموذج الذكاء الاصطناعي Sora 2. ورغم أن التسجيل في التطبيق ما زال يقتصر على الدعوات فقط، إلا أنه قفز سريعًا إلى المركز الثالث في متجر تطبيقات آبل، محققًا انتشارًا لافتًا.
مزايا وخصائص Sora 2
يُظهر الإصدار الجديد تحسنًا ملحوظًا مقارنة بالنسخة الأولى، حيث يتيح إنتاج مقاطع أطول وأكثر ترابطًا تبدو واقعية بشكل مدهش. كما أضافت الشركة عدة طبقات حماية تشمل:
- تصفية الأوامر النصية ومراقبة المخرجات.
- حظر المحتوى العنيف أو الصريح ومنع الترويج لإيذاء النفس.
- علامات مائية لمنع الانتحال.
- قيود على استخدام الشخصيات العامة بدون إذن.
ورغم هذه الضوابط، تمكن بعض المستخدمين من التحايل عليها، وهو ما أثار جدلًا حول مدى صرامة السياسات.
بين حرية الإبداع والرقابة
إطلاق التطبيق أعاد فتح النقاش داخل OpenAI حول التوازن بين السلامة وحرية الإبداع. فبينما يرى قادة الشركة أن فرض ضوابط أمر ضروري، يخشون أن ينظر إليها البعض كـ “رقابة مفرطة” قد تحد من إبداع المستخدمين.
من الجدير بالذكر أن ثقافة OpenAI تاريخيًا فضّلت السرعة في طرح المنتجات، حتى قبل اكتمال أنظمة الحماية، وهو ما ظهر بوضوح بعد إطلاق شركة DeepSeek الصينية نموذجًا قويًا وأقل تكلفة نهاية العام الماضي.
لقطات مثيرة للجدل وقضايا حقوق النشر
التطبيق أشعل موجة من مقاطع الديب فيك (Deep Fake)، أبرزها مقطع ساخر يُظهر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، وهو يسرق وحدات معالجة الرسومات (GPUs).
ألتمان نفسه سمح باستخدام صورته في المنصة، مما أدى إلى انتشار مقاطع ساخرة، في حين ظهرت شخصيات مثل بيكاتشو و”سبونج بوب” في أدوار غير مألوفة أثارت النقاش.
ويواجه التطبيق انتقادات تتعلق باستخدام المحتوى المحمي بحقوق الطبع. سياسة OpenAI تسمح باستخدامه ما لم يعترض أصحاب الحقوق، وهو ما قد يفتح الباب أمام تحديات قانونية.
ألتمان بدوره قلّل من أهمية هذه المخاوف مؤكدًا عبر منصة X أن Sora يهدف بالأساس إلى عرض قدرات التقنية للجمهور وتعزيز الشفافية، إضافة إلى دعم مساعي الشركة نحو الذكاء الاصطناعي العام (AGI).
منافسة محتدمة
إطلاق Sora يأتي وسط سباق محموم بين عمالقة التكنولوجيا:
- ميتا أعلنت عن خدمتها للفيديو القصير Vibes.
- جوجل طرحت إصدارها الجديد Veo 3.
- بايت دانس وعلي بابا كشفوا عن أنظمة منافسة مشابهة.
وفي خطوة تعكس حجم المنافسة، عززت OpenAI استثماراتها بمبلغ 850 مليار دولار لتطوير بنيتها التحتية والنماذج المستقبلية.
أهمية الفيديو في سباق الذكاء الاصطناعي
يرى خبراء أن دخول مجال الفيديو ليس مجرد وسيلة لجذب المستخدمين، بل خطوة أساسية لتدريب النماذج على البيانات البصرية والسمعية، ما يقرب الذكاء الاصطناعي أكثر من قدرات الإدراك البشري.
المدير التنفيذي السابق في OpenAI، زاك كاس، صرّح بأن طرح التقنية رغم المخاطر أفضل من إخفائها، مضيفًا:
“إن البديل هو عدم البناء أصلًا، أو البناء في الخفاء، وكلاهما أسوأ. فإذا كانت لدينا تقنية ثورية، فمن الأفضل أن يعرفها الناس ويستخدموها حتى نتمكن جميعًا من مواكبتها.”
تطبيق OpenAI الجديد المدعوم بـ Sora 2 يمثل نقلة نوعية في صناعة المحتوى المرئي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، لكنه يفتح في الوقت نفسه بابًا واسعًا للنقاش حول الأمان، حقوق النشر، وحدود حرية الإبداع. وبينما تتسارع المنافسة العالمية، يبدو أن الفيديو سيصبح الساحة الأبرز لسباق الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة.
