خلال العامين الأخيرين، حققت مبادرة السعودية الخضراء نجاحًا ملموسًا بزراعة 43.9 مليون شجرة وإعادة تأهيل 94 ألف هكتار من الأراضي المتضررة في مختلف أنحاء المملكة. حاليًا، تضع المبادرة جهودها في أكثر من 40 مشروعًا لدعم الهدف المرحلي الطموح الذي يقضي بزراعة أكثر من 600 مليون شجرة واستصلاح 8 ملايين هكتار من الأراضي بحلول عام 2030.
في إطار جهودها لبلوغ أهداف مبادرة السعودية الخضراء، أعلنت المملكة عن تنفيذ 77 مبادرة متنوعة تستهدف إحداث تأثير إيجابي مستدام.
هذه المبادرات تغطي مجالات متعددة مثل زراعة الأشجار، حماية التنوع البيولوجي، تقليل الانبعاثات الضارة، وإنشاء محميات طبيعية جديدة. تعكس هذه الجهود التزام المملكة بتحويل وعودها البيئية العالمية إلى خطوات عملية وفعالة، مع التركيز على السير قدمًا نحو تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وتمكنت المملكة العربية السعودية من إحراز تقدم ملحوظ في مجال الطاقة المتجددة، حيث أنها نجحت في دمج مشاريع طاقة متجددة بقدرة إجمالية تبلغ 2,100 ميجاوات مع شبكتها الوطنية للكهرباء. هذا الإنجاز رفع الطاقة الإجمالية المتاحة من المصادر المتجددة إلى 2,800 ميجاوات، أو ما يعادل 2.8 جيجاوات. هذه القدرة الإنتاجية كافية لتوفير الطاقة الكهربائية لأكثر من 520 ألف منزل، ما يعد خطوة كبيرة نحو تحقيق أهداف المملكة في مجال الطاقة المستدامة.
وتبذل المملكة جهودًا حثيثة لتقليل اعتمادها على الوقود السائل في توليد الكهرباء، متجهة نحو استخدام الغاز كبديل أكثر استدامة. حتى شهر ديسمبر من العام 2023، قد نجحت المملكة في تشغيل أربع محطات توليد كهرباء عالية الكفاءة تعمل بالغاز، بقدرة إجمالية تصل إلى حوالي 5,600 ميجاوات. هذا التحول يمثل خطوة هامة في مسيرة المملكة نحو تنويع مصادر الطاقة وتعزيز استدامتها.
وتعمل السعودية على إنشاء أكبر معمل لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم في مدينة نيوم باستثمار إجمالي قدره 8.4 مليارات دولار.
من خلال الجهود المستمرة لحماية المناطق البرية والبحرية، أطلقت المملكة، 5 مبادرات ستسهم في زيادة نسبة المناطق البرية المحمية إلى أكثر من 21% وزيادة نسبة المناطق البحرية المحمية إلى أكثر من 26% بحلول عام 2030م.
إحدى الإنجازات المهمة لمبادرة السعودية الخضراء هي نجاحها في إعادة توطين 1,669 حيوانًا مهددًا بالانقراض في المحميات الطبيعية، شملت أنواعًا مثل المها العربي، غزال الرمل، والوعل. هذا الجهد يهدف إلى تعزيز التنوع البيولوجي في المملكة. بالإضافة إلى ذلك، شهدت المحميات الطبيعية تضاعفًا في أعداد النمور العربية منذ عام 2020، ما يعكس التزام المملكة بحماية الأنواع المهددة وإعادة إحياء الحياة البرية في بيئاتها الطبيعية.